أقامت مكتبة قطر الوطنية محاضرة بعنوان”كتابة المصحف الشريف عبر العصور”، التي صحبت المشاركين في رحلة عبر تاريخ كتابة المصحف الشريف وفنونه وتطور كتابته وإخراجه عبر الأزمنة المختلفة، وذلك ضمن فعاليات الدوحة عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي 2021، واحتفالًا بشهر رمضان المبارك.
وقد تناول المحور الأول من الفعالية، الذي قدمه المهندس إبراهيم يوسف الفخرو، وهو باحث قطري مهتم بالمخطوطات والمصاحف، خاصة الخطوط المستعملة في كتابة المصحف الشريف، والزخارف الموظفة لتحلية الكتاب المعظم، وغيرها من فنون المخطوط، وكما أصدر كتابا و(كاتلوجا) مصورا في الموضوع بعنوان /رحلة الخط العربي في ظلال المصحف الشريف/.
وقد اعتمد الفخرو في حديثه على عرض نماذج جمالية من مجموعته الخاصة من مخطوطات المصاحف التي يقتنيها في الدوحة، كما تم عرض العديد من مقتنياته في معارض متخصصة.
بينما تناول المحور الثاني الذي قدمه محمود زكي، أخصائي المخطوطات بالمكتبة، التقاليد العامة لكتابة المصاحف وإخراجها، وما يتصل بمباحث علم المخطوطات من الورق والحبر وغيره، وذلك عبر دراسة تطبيقية لمجموعة من المصاحف النادرة والنفيسة ضمن مجموعة المخطوطات النادرة بمكتبة قطر الوطنية، وهي مجموعة تنتمي إلى مختلف بقاع العالم الإسلامي وعصوره، من الجزيرة العربية إلى أفريقيا، ومن الصين حتى الأندلس.
وفي هذا الإطار، قالت السيدة مريم المطوع، رئيس قسم إتاحة المجموعات بمكتبة قطر الوطنية: “تعكس شراكتنا مع وزارة الثقافة والرياضة التزامنا بأهمية التثقيف ونقل المعرفة حول الثقافة والتقاليد الإسلامية،واحتفالًا بالدوحة عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي، خططنا لسلسلة من الفعاليات التثقيفية التي تسلط الضوء على عدة موضوعات منها تاريخ تدوين القرآن الكريم، وعرض التطبيقات العلمية للحفاظ على التراث الوثائقي الإسلامي، ودور المكتبات العامة والخاصة في الحفاظ على التراث الإسلامي، وجهود مؤسس دولة قطر في طباعة الكتب الدينية ونشرها”.
وعبر التاريخ، كرس المسلمون قدرا كبيرا من العناية والاهتمام لخدمة كتابهم المقدس، سواء كان ذلك في خدمة نصه (القرآن الكريم)، أو خدمة الوعاء الذي يجمع ذلك النص بين دفتين (المصحف الشريف) الذي كان ولا يزال يكتب بخط اليد، وينتج على شكل مخطوط يتم لاحقًا طباعته أو رقمنته.
* متابعة.