آفاق عربية بلا حدود

صحيفة الافق العربي الالكترونية
-- رقم الترخيص 2020/410 --

عبدالله بن جاسم المطيري .. موسوعة المسكوكات الاسلامية.

عبدالله المطيري.. موسوعة العملات الإسلامية

الظفر بالعملات النادرة والقديمة جهدٌ استثنائي يتطلب الوقت والإصرار، وذلك لسان حال المواطن عبدالله جاسم المطيري، الذي جمع خلال 35 عاماً 14 ألف عملة إسلامية تعود إلى 120 أسرة حكمت العالم الإسلامي، إلى جانب ألف قطعة تداولت في الإمارات والمنطقة قديماً، مجسداً بخلاصة جهده، موسوعة متكاملة من العملات، ليكون صاحب سادس أكبر مجموعة خاصة للمسكوكات في العالم جمعها بجهده ومن حر ماله، فضلاً عن حصوله على أكثر من 200 شهادة تكريم من مختلف الجهات المحلية والعالمية تقديراً لإنجازاته.
امتلك المطيري عملات إسلامية ترجع إلى حقبة الدولة الإسلامية منذ العصر الراشدي والخلافة الأموية وما تبعها، وحتى الحكم في الجزيرة العربية ومصر وبلاد الشام والشمال الإفريقي والأندلس وفارس وخراسان وبلاد ما وراء النهر والصين والقارة الهندية، وغيرها من العملات المسكوكة التي صدرت في عهد إمبراطوريات ودول وممالك ومدن وملوك وسلاطين وأمراء وعمال وثوار. وبهذا الثراء المعرفي في العملات، أصبح مرجعاً للكثير من الباحثين في عالم المسكوكات، إذ تستعين به مؤسسات كثيرة لتقييم ما لديها من مسكوكات.

ركن الهوايات
بداية المطيري جاءت في مرحلة مبكرة من الطفولة، فذات يوم وقع على الأرض فوقع نظره على شيء يلمع بين الرمال، كانت عملة قديمة يطلق عليها «بيزة»، احتفظ بها، ثم انطلق في القراءة عن العملات بتوسع، ما شجعه على التعمق في جمعها، وبدأ مرحلة مراسلة أصحاب هذه الهواية، ليجد نفسه سريعاً مندفعاً للبحث عن المزيد.
عام 1986م انتقل المطيري إلى جمع العملات الإسلامية فقط، وتواصل مع الهواة والتجار، واستحوذ على الكثير من العملات الإسلامية النادرة، وراح يتواصل مع شركات المزادات وتحديداً في بريطانيا، وذات مرة التقى بأحد الخبراء هناك، الذي عرض على المطيري دراهم «ساسانية» اختباراً له، فتعرف المطيري عليها سريعاً، ما أثار دهشة الخبير البريطاني وأدرك خبرة المطيري، فطلب منه قبول عضوية الجمعية الملكية البريطانية للمسكوكات، ثم عمل لعامين مستشاراً في إحدى شركات المزاد البريطانية المتخصصة في بيع العملات.

درهم المهلب
أهم العملات النادرة التي احتوتها موسوعة المطيري، درهم «المهلب بن أبي صفرة» والذي سك في باشور بخراسان سنة 75هـ، ودرهم أموي لأحمد بن هلال سك في عُمان سنة 314هـ، ودرهم آخر وجيهي ليوسف بن وجيه سك عام 314 هـ، وهو الدرهم الوحيد في العالم. ويمتلك أيضاً درهماً وجيهياً لمحمد بن يوسف بن وجيه، سك في عُمان سنة 332هـ.
في ما يتعلق بالعملات المتداولة قديماً في الإمارات، جمع المطيري عدداً منها طوال السنوات الماضية، مثل: «لارين» التي تشبه ملاقط الشعر وتنسب إلى «لار» عاصمة مملكة هرمز، و«التلر النمساوي» المعروفة باسم الريال الفرنسي، و«روبية فكتوريا» أصدرتها شركة الهند الشرقية في عهد الملكة فكتوريا عام 1840. أما أصغر جزء من العملة «آردي»، فلدى المطيري قطعة نقدية صغيرة منها، وهي تمثل 12/1 من «الآنة» وتعادل 5 فلوس، وكان الناس في الماضي يستخدمون كلمة «آردي» للإشارة إلى عدم امتلاك المال، فيقولون «فلان فقير ما عنده حتى آردي».
دينار بـ 22 مليون درهم
تطرق عبدالله المطيري إلى قصة سفره إلى إحدى الدول الأوروبية، لشراء عملة نادرة عبارة عن دينار عرضته إحدى شركات المزاد لبيعه، وفوجئ بسعر افتتاح المزاد لهذه القطعة بمبلغ 400 ألف باوند، فاستغرب ظاناً أنه من الصعب أن تباع تلك القطعة النقدية بذلك السعر الكبير، وسرعان ما اختلف الحال، ولاحظ حدة التنافس على الظفر بذلك الدينار، فظل يراقب مذهولاً ارتفاع السعر حتى بيع الدينار، أو تلك العملة النادرة بثلاثة ملايين و700 ألف باوند، أي ما يعادل 22 مليون درهم، تلك كانت المفاجأة الأكبر في حياته.

“علي الظاهري
“البيان

شارك المقال :

Share on facebook
Share on pinterest
Share on twitter
Share on reddit

أضف تعليقك

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.