عبدالرحمن الشبيلي رمز للثقافة والفكر وأحد مؤسسي الإعلام
الدكتور عبدالرحمن الصالح الشبيلي أحد أهم الرواد ليس في المملكة العربية السعودية بل وعلى مستوى الوطن العربي. له بصمات إيجابية أثرت على الساحة الفكرية والأدبية والإعلامية ..
وكلف بعدة مهام على الصعيد الرسمي أداها بنجاح كبير .. وما زالت آثار إنجازاته ومبادراته إلى اليوم تشاهد ..
• النشأة: –
ولد الدكتور عبدالرحمن الشبيلي في مدينة عنيزة بمنطقة القصيم وسط السعودية. سنة 1944م ولد لأسرة ذات وجاهة ومكانة علمية وإجتماعية. حظيت أسرته بمكانة خاصة لدى الملك المؤسس للسعودية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ..
ونشأ في كتف والده واسرته .. وبدأ تعليمه العام. ثم واصل تعليمه العالي. ليحصل على شهادة البكالوريوس من جامعة الملك سعود.. ثم يحصل على درجة الماجستير في الإعلام من جامعة كانساس سنة 1968م. ويحصل على شهادة الدكتوراه في الإعلام من جامعة أوهايو الأمريكية سنة 1971م في الإعلام.
ليكون بذلك أول سعودي يحصل على شهادة الدكتوراه في الإعلام.
• الإعلام: –
تخصصه وعشقه للإعلام وإبداعه في هذا المجال جعل القيادة السياسية السعودية تضع ثقته به لتكلفه ليكون أحد أهم الأركان المؤسسة للإذاعة السعودية وللتلفزيون السعودي ..
كانت الكفاءات السعودية والعربية يومها المتخصصة في الإعلام قليلة .. لكن بالعزيمة والإصرار تم إطلاق إذاعة السعودية والتلفزيون السعودي ..
وتجسيداً لنجاحاته وتميزه في مرحلة التأسيس فقد كلف الدكتور عبدالرحمن الصالح الشبيلي ليعين مدير عام التلفزيون السعودي.
ليقود التلفزيون السعودي في أهم مراحله .. وهي مرحلة التأسيس وما بعد التأسيس ..
وخلال عمله هذا قدم عدة برامج حوارية هامة تعتبر من الأرث التاريخي للمملكة وللمنطقة العربية.
وفي الصعيد الإعلامي أيضاً نال الشبيلي ثقة الملاك والمؤسسين لمؤسسة الجزيرة العربية للصحافة والطباعة والنشر التي …. صحيفة الجزيرة التي هي أهم الصحف العربية.
ليعين رئيساً لمجلس إدارتها .. ويشرف بنفسه على النقلة الكبرى التي شهدتها المؤسسة وإنجاز مبناها النموذجي الجديد والذي أفتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز..
وفي محطة إعلامية أخرى يتولى الشبيلي رئاسة مجلس الأمناء للشركة السعودية للأبحاث والنشر .. أكبر الناشرون العرب. والتي تصدر صحيفة الشرق الأوسط.
وهو أول مجلس أمناء لهذه الشركة الإعلامية الرائدة عربياً وعالمياً وأيضاً كان الشبيلي إستاذاً للإعلام في جامعة الملك سعود ..
• التعليم العالي: –
مسيرة جديدة ومرحلة مهمة اداها الدكتور عبدالرحمن الشبيلي بكل تفاني وإخلاص حين صدر الأمر الكريم بتكليفه وكيلاً لوزارة التعليم العالي .. كان التعليم العالي السعودي في مراحل تأسيسه الكبير .. ويحتاج إلى تظافر الهمم والجهود. وإتحاد الجميع لتأسيس الجامعات والكليات وتنشيط الإبتعاث.
نجح الشبيلي في مهمته الجديدة .. وكان عضواً فاعلاً في مسيرة التعليم العالي السعودي. ثم عين أمين المجلس الأعلى للجامعات.
هذه الجهود وهذه المهام .. كانت مهام كبيرة جداً .. وقدرت القيادة جهود وعطاءات الدكتور عبدالرحمن الشبيلي.
حيث كلف ليكون عضواً في مجلس الشورى السعودي في أول تشكيل له وأستمرت عضويته في المجلس لثلاث دورات متتالية.
• التأليف: –
أثرى الدكتور عبدالرحمن الشبيلي المكتبة العربية بما يفوق على الـ55 كتاباً .. تناول موضوعات متعددة أبرزها عن الإعلام وسير الأعلام .. لعل أبرز كتبه:
– سيرة السفير محمد الحمد الشبيلي 1994م.
– الإعلام في السعودية دراسة توثيقية 2000م.
– صفحات وثائقية من تاريخ الإعلام في الجزيرة العربية 2011م.
– الصحفي الرحالة والمفكر الإسلامي محمد أسد 2008م.
– مجلس الشورى قراءة في تجربة تحديثية 2008م.
– قصة التلفزيون 2014م.
– الملك سلمان أميراً وملكاً 2017م.
كما للدكتور عبدالرحمن الشبيلي مئات من المقالات المنشورة في الصحف والمجلات .. وساهم في تحقيق وتحرير وكتابة مقدمات عشرات الكتب.
• التكريم: –
نظيراً لعطاءاته الكبرى حاز الدكتور عبدالرحمن الصالح الشبيلي على جوائز وأوسمة ذات مستويات عليا .. وأبرز هذه التكريمات:
– وسام الملك عبدالعزيز سنة 2017م.
– وسام الملك سلمان سنة 2019م.
– جائزة الملك سلمان لخدمة التاريخ الشفهي وتوثيقه 2003م.
– جائزة الملك سلمان التقديرية لبحوث الجزيرة العربية 2014م.
• الوفاة: –
أنتقل إلى رحمة الله تعالى عام 2019م. بعد مسيرة حافلة بالعطاء والإنجازات وكان بالفعل نموذجاً ورمزاً يستحق الإشادة والتقدير.
“أ. عارف العضيلة.