آفاق عربية بلا حدود

صحيفة الافق العربي الالكترونية
-- رقم الترخيص 2020/410 --

الشيخ صالح العبدالله الفضل .. أحد أهم رجالات الجزيرة العربية

الشيخ صالح العبدالله الفضل أحد أهم رجالات الجزيرة العربية
1839-1923م

الشيخ صالح بن عبدالله بن صالح بن فضل من أشهر وأبرز رجالات الجزيرة العربية بدءاً من منتصف القرن التاسع عشر وحتى مطلع القرن العشرين وأحد أهم وأكبر تجار العقيلات، ظهرت صولاته وجولاته التي سطرها التاريخ في العديد من الوثائق السعودية و الهاشمية والعثمانية والهندية، ناصر الأمام عبدالرحمن الفيصل والملك عبدالعزيز في المعاهدات مع الامبراطورية الانجليزية والشريف الذي كان اعتاد مضايقة قوافل آل فضل في الجزيرة العربية وقد أناب اخيه ابراهيم في الهند وعين أبنائه للجهاد في معاونة الملك المؤسس.
– أسرة الفضل: –
الشيخ صالح الفضل من أسرة آل فضل أحد أهم الأسر النجدية والتي تنتمي إلى مدينة عنيزة مسقط رأسها جدها الأول فضل، في تسعمائة وخمسون هجري تقريبا، منهم تجار العقيلات المشهورين أبناء عبدالله الصالح الفضل ولهم في السياسة والتجارة والترحال شارك قسم كبير من أفراد الأسرة في حصار وتسليم مكة جدة والمدينة المنورة ودخول أول حجاج بيت الله من مسلمي الهند وتمثيل الدولة بالمحافل الدولية العربية والأجنبية وتمثيل الدولة لدى شركات البترول والنفط الأمريكي في امتياز النفط لدى وعضوية مجلس الوكلاء وتأسيس المجالس الأهلية و الشورى والجمعيات الخيرية والإسعاف والطيران والشركات الوطنية ونظام التفتيش للدوائر الحكومية والجنسية السعودي ومن استضاف الأعيان وأطلق رغبة حادة بتوحيد البلاد واقتراح تسمية المملكة العربية السعودية ببرقية للإمام عبدالعزيز موحد البلاد تحت راية التوحيد لا اله الا الله محمد رسول الله.
– الأبن الأكبر: –
الشيخ صالح مولود في عنيزة سنة 1839م هو أكبر أبناء الشيخ عبدالله بن صالح بن فضل ال فضل تاجر العقيلات المعروف له من الأملاك والصبر والأوقاف الشيء العظيم في بلدة عنيزة كان له سوق الفضل المعروف بجوار الجامع الكبير

لم تنقطع صلة الشيخ صالح بأسرته في عنيزة وكان رحمه الله يستقر في أيام الشهر الكريم ويوزع الصدقات والأضاحي على المستفيدين والمحتاجين من أبناء بلدته ومساعدة صغار التجار في كل ما يحتاجونه، وله الأيادي البيضاء في ذلك،

وكان أخيه الشيخ عبدالرحمن يسكن عنيزة وينوب عنه أيضا فيما يخص الوفاء بالصبر والصدقات وزكوات والدهم وأسرتهم آل فضل، وقد ذكر الشيخ صالح العثمان القاضي إمام مسجد أم حمار وقاضي عنيزة لأنه كان يكلف بتوزيع الصدمات والزكاة على المستحقين عن الشيخ صالح (رحمه الله.)

ويذكر أنه من شدة كرمه وفضله أن من آثارها تم اختيار اسمه وأسرته في المجلس العنيزي الخيري من ضمن أشهر العوائل التي خدمت عنيزة وأهلها وفقرائها.

ومن مساكنة تنقل فيما بينهم طوال حياته في وعنيزة ومكة والمدينة المنورة بومباي وكراتشي طلبا الرزق ومناصرة الاسرة الحاكمة في اعادة ارث الاباء والاجداد في شبه الجزيرة العربية.

كان مصدر ثقة واحترام الإمام عبدالرحمن والملك عبدالعزيز والاسرة المالكة، تجمعهم صداقة ومودة غير منقطعة وكان يتمتع الشيخ صالح بنفوذ واسع بين الامبراطورية الانجليزية وسلطنة نجد وأسس وكالة اعتمد عليه الملك عبدالعزيز في استعادة أملاك ابائه واجداده وساهم في بعض الاتفاقية الاقليمية والتي كانت تهدف ضمان طريق العقيلات النجدي من الشرق الى الغرب آمن وسالم طريق الحرير وحجاج بيت الله.

كتب الشيخ صالح على دارة عبارة ‏”مضيّف راعي نجد الغريب” فكان يرحب بجميع أهالي نجد والعرب، ويذكر ان عدد الوافدين يزيد عن مئة شخص، لتعلم أصول اللغات والحساب والتجارة قبل أن تتأثر تجارة اللؤلؤ والأحداث السياسية من الدولة العثمانية والإشراف آنذاك في شبه الجزيرة.

مولده ونشأته:
1255هـ ولد في عنيزة مسقط رأسه جده الأسرة الأول فضل (المتوفى 950هـ تقريبا) ينتسب الى عائلة انعم الله عليها بالخير والثراء، لازم أبيه منذ الصغر الى أن أصبح عميدا الأسرة بعد وفاة.

تعليمه:
تعلم في الكتاتيب والتحق بمدرسة الجامع الكبير وحفظ من القرآن وتعليم أصول الدين والفقه على يد مشايخ عصره وتدرب في مدرسة أبيه التجارية ومارس أعمال استيراد وتصدير الغذاء والعطور واللؤلؤ والذهب وله قوافل باسمه على طريق الحرير القديم.

الأحداث التاريخية:
1254هـ سنة وقعة أهالي عنيزة مع بعض عساكر العثمانيين التى سبقها اعتداءات على البلدة ومدن وقرى نجد من إبراهيم باشا.

1282هـ قام بجهود كبيرة في حصر الأملاك والأوقاف وإنفاذ وصية والده المؤرخة عام وتوزيع ارث ابيه على اخوانه واخواته والتي ورثها وما آلت إليه من إرث الأسرة ال فضل الواقعة في وادي الجناح وأم الخوابي و البويطن والخريزة ودعيجة والضليعة.

1291هـ مبايعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل آل سعود في الرياض

1306هـ ازدهرت تجارته وأسس شركة صالح وإبراهيم أبناء عبدالله الفضل في بمباي الهند ثم التحق به ابن أخيه الشيخ محمد بن عبدالرحمن الفضل وكيلا الملك عبدالعزيز وعضو في أول مجلس الشورى امتدت 25 عام قبل ان يعود بهم الى السعودية مصطحبا أفراد عائلته.

وازدهر نشاطه التجاري حتى أصبح بيت الفضل التجارة في بمباي ممتدا من المدينة المنورة مرورا بمكة وجدة من أكبر البيوت التجارية و مقصدا لتجارة اهل نجد والجالية العربية يقدمون واجب الضيافة والمشورة والتوجيه وكذلك المساعدة حتى أصبح الشيخ صالح عميد الجالية العربية والإسلامية في الهند وساهم في بناء الجمعيات الخيرية والجامعات الاسلامية.

1311هـ مساهمات شراء وبيع أسهم ومضاربات بمبلغ 100 ريال مع العقيلات بواسطة الشيخ سليمان العلي العبدالقادر من اسرة آل بسام مختوم عليه قول “الله يحفظ ويبارك”.

1320هـ مبايعة الإمام عبدالرحمن لابنه الملك عبدالعزيز آل سعود وجمهور العلماء والأعيان في مسجد الجامع بالرياض.

1342هـ تولى قضاء عنيزة الشيخ صالح بن عثمان القاضي بطلب واختيار من الأهالي، وهو على صلة وثيقة بالشيخ صالح الفضل حيث كان يفرق نيابتا عنه الزكاة و الصدقات على المحتاجين.

1327هـ ‏تبرع رحمه الله بخمسة ليرات عثمانية من مجمل “أولو الجود والكرم على مستشفى الاغراب المزمع إنشاؤه بجدة”

كان الشيخ صالح يملك متجرا مشهورا في جدة يقوم على إدارته ابنه عبدالله وابن اخيه عبدالله المحمد الفضل وقد حصلت له ولأبنائه مضايقات آنذاك لصلته بالإمام عبدالعزيز وتجار العقيلات عنيزة “وأمر الشريف حسين بن علي باعتقال الابنين وإغلاق المتجدر ومصادرات الموجودات به”

كلفه الملك عبدالعزيز بمساعدة رجالاته في جدة ومكة والمدينة المنورة من مؤنة لمحاربة الأتراك والمشتريات والمهمات الإنسانية سلم الشيخ إبراهيم النشمي خطابات مفتوحة يضع عليها اسم أي شخص يتعاون معه، من أعيان المدينة المنورة كتباً ومن ابرزهم الشيخ صالح رحمه الله وعبيد العامر المنيع وراشد السحيمي أمير السحمة وغيرهم.

1334هـ الموافق 1916م ‏لم تسلم قوافل الفضل العقيلات من الشريف وهروب الشيخ صالح بأعجوبة من قبضة جيش الامير عبدالله بن الحسين.

نشر خبر بعنوان “اخبار المعسكرات العربية ‏استيلاء سرية على قافلة للأعداء” نصها “وأخذت جميع محتوياته وهو خارج من المدينة يريد القصيم ، ⁧‫الفضل‬⁩ افلت على رجليه لعدم إمكان قومنا من معرفة شخصية وذهب الى القصيم” عبدالله ابن الحسين.

1338هـ الموافق 28 يناير 1920م خاطب الإمام الملك عبدالعزيز باسم صالح وإبراهيم أبناء عبدالله الفضل “بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والسؤال عن خاطركم لازلتم بأسر حال في ابرك الساعات وأشرف الأوقات تناولنا كتبكم الكرام رقم 5 في 20 ربيع الأول تلوناه حامدين الباري على صحتكم وسلامتكم أدام الله علينا وعليكم سوابغ نعمه الظاهرة والباطنة وقبل يوم 15 وصل إلى بومباي شبكم النجيب الشيخ فيصل بن عبدالعزيز من سياحة في أوروبا تحفه الصحة والسلامة وأسر ما أسرنا فضيلة أن من الله ثوب العافية فضلا عما لاقاه من الإكرام الفايق والخبرة الوسيعة الذي اهتلت أن يقارن عظماء الرجال وهو في غصون شبابه السعيد تنور في سياحته هذي بكثير من الأمور التي هي من الضروريات أمير مثله نسأله تعالى كما جعله سعيداً في ماضيه وحاضره أن يتمم له بين سعادة الدارين في مستقبله وأن يوفقه لما يحبه ويرضاه.”

ومن وفاء الإمام عبدالعزيز للشيخ صالح الفضل أنه عندما رحل الشريف حسين عن جده كان قد توفي رحمه الله ولديه اربع ابناء قصر فمنح أبنائه أرض المنتزه الجميل على بحيرة الأربعين المشهورة في جدة.

وفاته:
1341هـ توفي ودفن رحمه الله في كراتشي وصلى عليه أهالي عنيزة صلاة الغائب وام صلاة الميت الشيخ صالح بن عثمان القاضي إمام مسجد أم خمار.

إخوته:
محمد – عبدالرحمن – ابراهيم – منيرة – مزنة – رقية – فاطمة – حصة

أبنائه وأحفاده:
عبدالله (سليمان – محمدصالح – يوسف – نور) عبدالقادر (صالح – إبراهيم – سامية – ليلة – فاتن – وسمه – سلوى) ومصطفى (صالح -صفية- مشعل – لنا – منال) فاطمة وخديجة وعائشة.

” أ. عارف العضيلة.

شارك المقال :

Share on facebook
Share on pinterest
Share on twitter
Share on reddit

أضف تعليقك

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.