تقع أوذنة أو “أوتنا” قديما، و هي منطقة أثرية على بعد 30 كيلومترا عن العاصمة تونس
وتتبع ولاية بن عروس،
وتطلّ أوذنة التي اُنشئت فوق مرتفع، على سهل زراعي خصب يمتدّ بين جبل الرصاص وجبل بوقرنين ووادي مليان، وهي حسب قول الباحثين كانت بلدة سابقة للحقبة الرومانية كما تفيد بذلك قطع الفخار التي عثر عليها بالموقع، ولعلها كانت تجمّعا سكانيّا تحوّل لاحقا إلى مستوطنة في عهد الامبراطور أوكتافيان أوغسطين.
كما تؤكد الحفريّات التي أُحدثت للمدينة لم تكشف إلاّ عن 10 بالمائة فقط منها، ويعتقد باننا أمام مدينة بأكملها مغمورة تحت التراب، فالموقع لم يحض بالكثير من عمليات الاستكشاف الأثري، باستثناء الحفريات العرضية التي شملت في القرن التاسع عشر البيوت الفخمة الاكروبول (الكابيتول الحالي) وهي الاشغال التي أنجزها الفرنسي رينياي في عام 1947″، وأتاحت أشغال الإحياء في سنة 1993 رفع الأنقاض عن جزء من المدينة ، وتمّ ترميم معالمها الرئيسية لتبعث من جديد وتتحول إلى منتزه أثري.
كما يزخر موقع مدينة أوذنة الأثري بالأسرار التي لم تُسبر أغوارها بعد ولم يُكتشف الجزء الكبير منها، فأرضها تختزن كنوز هذه المدينة الضاربة في القدم، وتنتظر اهتماما أكثر من الباحثين.
ومن المعالم الرئيسية لموقع أوذنة الأثري هو الكابيتول وهو أحد أكبر المعابد الرومانية، والمسرح الدائري، والحمامات العمومية الكبرى، والمنزل المنسوب إلى عائلة لابيري، وحمامات عائلة لابيري، والصهاريج الكبرى، والفسقية الكبرى بالفوروم، والقنوات العلوية “الحنايا” والمسرح.
لكلّ من هذه المعالم جمالية خاصة، وسمحت الحفريات بإبراز ميزة كل معلم، فالتصاميم المذهلة والأعمدة الشامخة والارضيات الموشحة بلوحات الفسيفساء، كلها ميزات تدلّ على ثراء هذه المدينة وحكمة سكانها وعلمهم، خاصة في فنون الهندسة والبناء والنقش فهلموا لزيارة أوذنة..