تعد منطقة “تيوت” جنوب ولاية النعامة إحدى روائع السياحة الصحراوية في الجزائر ومتحفا مفتوحا ينبض بالتاريخ و فضاء يحتضن العديد من المؤهلات كالطبيعة الخلابة والموروث الحضاري والتنوع الجغرافي والمناخي، وكلمة “تيوت” في الأصل بربرية وتعني المنطقة الغنية بمنابع المياه ومن الشواهد التاريخية الدالة على قدم تلك الواحة والغابة المتحجرة.
وتنتصب البلدة بمحاذاة جبال القصور ويعبرها وادي حجاج والعيون المائية التي تخرج من باطن الأرض وبمحاذاتها القصر العتيق الذي يقاوم ظروف الزمن منذ القرن الخامس عشر لكنه يظل صامدا بعد أن استفاد من عدة ترميمات من أجل إنقاذ أجزائه المهترئة، وهذا المعلم التاريخي والثراثي يتميز بتعدد بواباته كما تتواجد على حافته أبراج انهارت معظمها بواسطة الطوب (المقولب) بالنسبة للجدران وسعف وجذوع النخيل للتسقيف ويخيم بداخله تكييف طبيعي يتميز بالبرودة صيفا و الحرارة شتاءا كما تتسم المنازل بشرفاتها المطلة على الواحة.
وتبقى الفنون الغنائية والرقصات الشعبية (الفلكلورية) والأزياء التقليدية وحرف الصوف والحلفاء طابعا فريدا يعرف به سكان قصر “تيوت” أما لونهم الغنائي المحبب في المواسم و الوعدات والأعراس فهو رقصة “الحيدوس” التي تؤدى بساحة عمومية تدعى “تاسفلت” أيضا بأشعار أمازيغية.
سليم حمادة